حقق زيوريخ السويسري فوزًا تاريخيًا هو الأول من نوعه على مستضيفه الميلان الايطالي بهدف دون مقابل أحرز الفنلندي تينين بكعب قدمه، في المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب سان سيرو لحساب مباريات الجولة الثانية من المجموعة السادسة لدور المجموعات في دوري أبطال أوروبا.
الشوط الأول جاء مفاجئًا لكل المتابعين، سواء في الأداء أو النتيجة التي ظهر عليها كلا الفريقين ..... فقد شهد ملعب سان سيرو أفضلية واضحة خلال الشوط الأول للفريق السويسري، والذين أجادوا من خلال استخدام أسلوب الدفاع الايجابي بالتكتل في نصف ملعبهم لأداء الواجب الدفاعي مع المباغتة بالهجمات المرتدة السريعة جدًا، والتي شكلت خطورة كبيرة على مرمى الحارس ستوراري، لما كانت تتميز به من سرعة ومهارة وتحركات جماعية ممتازة من نجوم زيوريخ وخاصة الثلاثي الأمامي وخاصة بالتحرك في الجبهة اليسرى التي ظهر بها الثنائي يانكوليفسكي وأمبروسيني بمستوى دون المتوسط خاصة اللاعب الايطالي.
تلك الأفضلية كان خلفها الهدف المبكر الذي أحرزه الفريق بواسطة الفنلندي تينين والذي ساعد زيوريخ على تطبيق أسلوبه الدفاعي مع الهجمات المرتدة السريعة، وتتخلص قصة الهدف في هجمة سويسرية خطيرة أنتجت ركلة ركنية بواسطة الهولندي سيدورف، نفذت الركنية عرضيًا لداخل منطقة الجزاء لتجد اللاعب الفنلندي ليحولها بلمسة ساحرة بكعب قدمه لداخل مرمى ستوراري، مستغلًا بذلك سرحان الجورجي كاخا كالادزة والمفترض أن يكون مراقبه في تلك اللقطة.
الميلان ورغم ابتعاد أكثر من لاعب لديه عن مستواه بشكل كبير، حاول التواجد في الملعب وسيطر بالفعل على منطقة الوسط في فترات متباعدة من الشوط الأول حاول خلالها الوصول لهدف التعادل خاصة عبر تحركات أباتي في الجانب الأيمن وتمريراته العرضية المتقنة أو تحركات سيدورف في عمق الملعب ومحاولته تمرير الكرة بينيًا لداخل المنطقة للمهاجم المتقدم "إنزاجي"، والذي كاد بالفعل أن يصل لهدف التعادل في أكثر من فرصة، لكن عدم التوفيق والوقوع المتكرر في التسلل حال دون ذلك. لينتهي الشوط بتفوق مستحق للضيوف.
البرازيلي ليوناردو بدأ الشوط الثاني بتغييرين، حيث أشرك البرازيلي رونالدينو والايطالي زامبروتا بدلًا من الثنائي سيدورف وفلاميني، وقد ساهمت تلك التغييرات في تحسن مردود الروسونيري خاصة في وسط الملعب وبعد تواجد أباتي ضمن الثلاثي الممثل له.
أصحاب الملعب استعادوا السيطرة على وسط الملعب وتعددت محاولاتهم الهجومية للوصول لهدف التعادل، وكاد إنزاجي بالفعل أن يسجل الهدف المنشود في الدقيقة 60 من المباراة برأسية رائعة لكنها وجدت الأروع وهو حارس مرمى زيوريخ السويسري الذي أخرجها لركنية.
لم تمر سوى دقيقتين فقط، وكاد باتو أن يسجل هدف التعادل بعد تلقيه تمريرة بينية ساحرة من رونالدينو وضعته وجهًا لوجه مع الحارس السويسري، لكن البرازيلي الشاب سدد الكرة لخارج المرمى بغرابة كبيرة، مضيعًا على الفريق أخطر فرص التعادل.
طوفان الهجوم الميلان استمر، وعاد انزاجي ليكون على موعد مع اضاعة فرصة جديدة للفريق في الدقيقة 63 بعد تلقيه كرة عرضية سهلة وعلى بعد أمتار من المرمى، لكنه يسدد والحارس يتصدى بامتياز، وقد كاد الروسونيري يدفع ثمن اضاعة تلك الفرص غاليًا حين ارتدت نفس الهجمة على مرماه ولكن الحارس ستوراري تصدى للكرة بجدارة.
الربع ساعة التالية شهدت تراجعًا ملحوظًا في وتيرة الهجوم الميلاني نتيجة التراجع الكبير في صفوف الضيوف وتكتلهم أمام منطقة جزاءهم مما صعب مهمة وصول مهاجمي الروسونيري للمرمى السويسري، وفي نفس الوقت انعدمت الهجمات المرتدة الكاملة بشكل شبه كامل على مرمى ستوراري، ولهذا كانت ربع ساعة مملة انحصرت خلالها الكرة وسط الملعب وتعددت الأخطاء المحتسبة ضد لاعبي الفريقين، وأبرز أحداثها كان خروج المدافع نيستا مصابًا فيما يبدو، ليلعب بدلًا منه الأمريكي أونيو.
لم يختلف الحال في الربع ساعة الأخير من المباراة، باستثناء الانكماش الكامل للضيوف في نصف ملعبهم والسيطرة الهجومية الكاملة للميلان على المباراة ولكن دون فعالية كبيرة ودون فرص حقيقية، باستثناء تسديدة قوية من امبروسيني أخرجها القائم الأيسر في الدقيقة 85 من المباراة ثم تسديدة أخرى رائعة من زامبروتا يُخرجها القائم الأيسر تلك المرة وذلك في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع للمباراة، ليتلقى الميلان خسارة تاريخية هي الأولى للأندية الايطالية أمام زيوريخ السويسري وهي الخسارة التي ستعقد حسابات المجموعة بشكل كبير خاصة فيما يخص البطاقة الثانية المؤهلة للدور التالي بعدما اقترب ريال مدريد من حجز البطاقة الأولى بانتصارين على زيوريخ ثم مارسيليا.
بتلك النتيجة يرتفع رصيد زيوريخ السويسري الى 3 نقاط يتقدم بها الى المركز الثاني في المجموعة خلف المتصدر ريال مدريد صاحب الـ6 نقاط، ومتقدمًا على الميلان صاحب نفس الرصيد من النقاط ويتذيل مارسيليا الفرنسي المجموعة بدون أي رصيد.